وحصل هاغل، وهو سیناتور جمهوری سابق، على تأیید 58 عضوا فقط فی مجلس الشیوخ المؤلف من مئة عضو غیر أنه بحاجة إلى تأیید 60 عضوا لإقرار تعیینه فی منصب وزیر الدفاع.
وفشل الأعضاء الدیمقراطیون فی المجلس البالغ عددهم 55 عضوا فی جذب الأصوات الخمسة اللازمة من الأقلیة الجمهوریة للوصول إلى الأغلبیة اللازمة ما یستدعی إجراء تصویت جدید بعد عشرة أیام.
وحذر المتحدث باسم البیت الابیض جوشوا ایرنست من أن تشاک هاغل قد لا یشارک فی اجتماع لحلف الأطلسی حول الانسحاب من أفغانستان الأسبوع المقبل فی بروکسل، إذا واصل الجمهوریون استراتیجیة العرقلة، قائلا إنه "من الصعب أن نشرح لحلفائنا بالتحدید ما یحدث، کما أن ذلک یوجه رسالة إلى جنودنا".
وتابع قائلا "إننا بحاجة إلى أن یکون وزیر دفاعنا الجدید هناک" فی اجتماع حلف الأطلسی.
وهذه هی المرة الأولى فی التاریخ التی تستهدف عرقلة مماثلة مرشحا لمنصب وزیر الدفاع.
فی المقابل قال متحدث باسم تشاک هاغل إن الأخیر لن یسحب ترشیحه لمنصب وزیر الدفاع بعد اعتراض الجمهوریین. وأضاف المتحدث لصحیفة "قد یخسر هاغل التصویت، لکنه لن ینسحب".
أخفق تشاک هاغل فی کسب دعم اعضاء الکونغرس الامریکی ، وبینهم أعضاء فی حزبه ، بسبب أراءه فی مجال السیاسة الخارجیة التی تختلف اختلافا جذریا عن الافکار السائدة فی اوساط کبار الموظفین الامریکیین. وأولا ، أن هاغل ینتقد بإستمرار سیاسة اسرائیل واللوبی الاسرائیلی فی الولایات المتحدة. وکما قال الکاتب الاعلامی والصحفی اسرائیل شامیر " ان اللوبی الاسرائیلی فی الولایات المتحدة الامریکیة یکره هذا الشخص". وقد شنت ضده حملة نشیطة ومستمیتة لکنها خسرت ، وهذا شئ لا مثیل له کلیا بالنسبة الى اللوبی. وثمة أحساس لدى الجمیع فی اسرائیل بأن العلاقة بین امریکا واسرائیل أصبحت فی خطر".
وبالرغم من ان هاغل صوت الى جانب غزو العراق فإنه کان اول سیناتور جمهوری إنتقد هذه الحرب علنا. وقد اثار انزعاج زملائه فی الحزب وبالاخص جون ماکین المرشح السابق للرئاسة. اما فیما یتعلق بإیران فإن هاغل الذی عارض دوما فرض عقوبات وحیدة الجانب ضدها أعلن هذه المرة ان جمیع الافعال حیال ایران یجب ان تتم بموافقة هیئة الامم المتحدة.
کما أعلن هاغل موقفه من مسألة الدفاع المضاد للصواریخ فدعا الى التعاون مع روسیا لأن من شأن ذلک ان یؤدی الى تعزیز أمن البلدین. انه یعتقد بأن من الواجب إعطاء روسیا تأکیدات إضافیة بأن المنظومة الامریکیة للدفاع المضاد للصواریخ لن تؤثر سلبا على قدرات الردع الاستراتیجیة الروسیة.
ویعتقد بافل بودلیسنی مدیر مرکز العلاقات الروسیة – الامریکیة فی معهد الولایات المتحدة وکندا التابع لاکادیمیة العلوم الروسیة ان هاغل یثیر انزعاج الجمهوریین لکونه لا ینسجم مع مواقف الجزء المحافظ من مجلس الشیوخ الامریکی: " انه دعا الى إجراء مفاوضات مع ایران جول برنامجها النووی ، ومثل هذه الافکار لا تجد القبول جدا لدى المحافظین الجدد-الجمهوریین. کما انه لیس من انصار منظومة الدفاع المضاد للصواریخ – وهی الموضوع المحبب لدى الجمهوریین".
من جانب آخر یعتبر هاغل سیاسیا محافظا جدا. فعندما کان عضوا فی مجلس الشیوخ صوت الى جانب حظر الاجهاض ودعا الى ادخال فریضة اداء الصلاة فی المدارس الامریکیة، لکنه عارض فی الوقت نفسه التمییز ضد الشواذ جنسیا فی الجیش وحتى اقترح تقدیم منح الى عوائل المثلیین من العسکریین.
ویخشى بعض الخبراء من ان هاغل لا یتمتع بالکفاءة اللازمة لشغل منصب وزیر الدفاع ، کما انهم لا یعتبرونه من الاداریین أو الدبلوماسیین او السیاسیین البارزین. وتنحصر خبرته فی مجال الدفاع بالخدمة فی الجیش والعمل فی البنتاغون فی رعایة شئون المحاربین القدامى وکمستشار للرئیس فی قضایا الاستخبارات.
بید ان تعیین تشاک هاغل فی منصب وززیر الدفاع سیکون حدثا" تاریخیا" : فهو بالرغم من کل شئ أول وزیر دفاع امریکی شارک فی العملیات القتالیة فی فیتنام.
المصدر: وکالات